في يوم من الأيام كان هناك فتاة اسمها منى، كانت تحافظ على وردها اليومي والأذكار، كما أنها تهتم بدخول المسابقات الدينية، ومنتسبة إلى العديد من الأكاديميات. وقد حضرت الكثير من الدورات وتعلمت أصول التجويد والأحكام وحفظت القرآن كاملًا والعديد من الأحاديث الشريفة.
ومرت الأيام وكبرت بطلة قصتنا في العمر وأصبحت معلمة وجدة.
وفي يوم من الأيام أتت إحدى حفيداتها واسمها سجدة سائلة جدتها منى قالت: جدتي…لماذا حفظت القرآن و أنت صغيرة؟ لقد أخبرتني أمي قبل ذلك أنه ليس فرض علينا حفظ القرآن.
قالت الجدة منى : لقد ذكرتيني يا حبيبتي بموقف قديم .
عندما كنت صغيرة خصصت لي أمي وردًا يوميًا من القرآن. و قد سألتها السؤال نفسه، فردت عليَّ أمي قائلة : لماذا الملوك لا يتركون أحدًا يتحدث معهم إلا بوجود حراسهم؟!
ردت قائلة: نعم أحسنت بالتأكيد ليحموهم من أي خطر.
هذا هو حال القرآن والأذكار يا بنيتي تخيلي يا منى مهما كان عندك من حراس فإذا كتب الله لك الأذى سيحدث. ولو كان هناك آلاف من الحراس والجنود يقفون على بابك ليصدوا عنك الشر لن يستطيعوا منع ضر يصيبك لكن القرآن جعله الله شفاءً وحصنًا منيعًا لكل من يقرؤه بيقين، إنه يحميك، بل ويرفع شأنك يوم القيامة، وفي كل يوم بعدما تقرئين وردك اعلمي أنّ الملائكة ستحيطك وستكسبين الكثير من الأجر، لهذا جعلت لك وردًا يوميًا ليحفظك الله بالقرآن عندما تحفظينه في صدرك، وليكون أنيسك وحصنك في الدارين.
قالت سجدة : حسنًا ياجدتي لقد فهمت الآن لماذا أحفظ القرآن لكن يا جدتي أريد أن أسألك سؤالًا آخر ؟
قالت الجدة : تفضلي .
قالت سجدة : لماذا أصبحت معلمة قرآن مع أنه بإمكانك حفظ القرآن فقط دون أن تعلميه؟ قالت الجدة : أردت أن أطبق ما وصانا به الرسول فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
فقررت أن أكون ممن يعلم القرآن لأكسب الأجر
قالت سجدة : شكرًا ياجدتي الحبيبة لقد أعطيتني معلومات جديدة و جميلة فجزاكِ الله خيرًا، إني أحبك كثيرًا يا جدتي. قالت الجدة معانقة حفيدتها الجميلة: وخيرًا جزاك حبيبتي.
كتابة الطفلة – ريتاج محمد